كشفت وسائل إعلامية هولندية، عن تزايد حالات العنف بداعي "الشرف" في السنوات الماضية بين اللاجئين السوريين في هولندا، واصفة الظاهرة بالتطور المقلق.
وقالت صحيفة "دي ستينتور" الهولندية، إن قوات الشرطة تعاملت مع ما يقرب من 700 قضية شرف معقدة هذا العام 2022 في ازدياد ملحوظ لجرائم العنف من أجل الشرف، مضيفةً أن ذلك يتعلق، بالتهديد بالعنف أو المطاردة أو الاعتداء أو الزواج القسري أو الاختطاف أو حتى القتل أو القتل غير العمد.
ووفقاً للصحيفة، غالباً ما ينطوي عنف الشرف على "الشرف الملطخ" للأسرة، مبينةً أنه يمكن أن يكون أيضًا مقاومة لاختيار الشريك أو العلاقات خارج نطاق الزواج أو مقاومة قواعد الأسرة، مشيرةً إلى أن أكثر من خُمس هذا العنف يُسبَبه أشخاص من أصل سوري، مضيفةً أن هذا الحال بدأ منذ عام 2021، واستمر العام الماضي أيضًا، بينما قبل ذلك كانت معظم الحالات تتم في الدوائر التركية والمغربية.
وأضافت أنه تم الإبلاغ عن الأرقام من قبل مركز الخبرة الوطني للعنف المرتبط بالشرف (LEC EGG) التابع للشرطة الوطنية، في العام الماضي، حيث تلقت الشرطة 682 قضية شرف معقدة، في عام 2021 وكان لا يزال هناك 628 حالة، وفي عام 2018، و 529 حالة.
وأشارت إلى أن العنف المرتبط بالشرف شائع، ونقلت عن مفوض الشرطة "ويليم تيمر " رئيس "LEC EGG" في "لاهاي"، قوله "إنها حالة يومية، في شهر هادئ نتلقى ما لا يقل عن خمسين حالة".
وشددت على أن معظم القضايا تحدث في مناطق الشرطة في هولندا الشرقية ووسط هولندا ولاهاي وروتردام، وتوجد جالية سورية كبيرة نسبيًا في "جيلديرلاند" و"أوفيريجسيل"، ويعيش في هولندا أكثر من 57 ألف سوري.
ووفقاً للصحيفة فإن آب الماضي شهد مقتل امرأة سورية في مدينة "أرنهيم" على يد زوجها القتل بدافع الشرف، كما اتضح أثناء المحاكمة، لأنها أرادت الطلاق منه.
ويقول رئيس بلدية "أرنهيم" أحمد مرقوش "علينا مكافحة كل أشكال العنف، بما في ذلك العنف المرتبط بالشرف"، ووفقاً له، فإن المهمة مخصصة للمهنيين، مثل ضباط الشرطة والمدرسين والممارسين العامين، لكنه يعتمد أيضًا على دعم الشخصيات الرئيسية في المجموعات العرقية المختلفة.
وبيّنت الصحيفة أن العنف المرتبط بالشرف مشكلة خطيرة في المجتمع السوري في هولندا، ونقلت عن الصحفي والمدون السوري "كاوا "رشيد" قوله إنه من المحرمات التي يصعب كسرها، الجميع يعلم أن ذلك يحدث، لكنهم صامتون حيال ذلك".
وتنقل الصحيفة عنه "عليك أن تبدأ في محاربة العنف بسبب الشرف بمجرد دخول المهاجرين واللاجئين إلى هولندا، ثم يجب أن تكون المعلومات واضحة: "هذه هي حقوق وواجبات وأخلاق وعادات هذا البلد التي يجب عليك الالتزام به"، حسبما ختمت الصحيفة.