قُتل شاب سوري ينحدر من مدينة حمص، في مدينة إسطنبول التركية، أمس الاثنين، جراء شجار وقع بين مجموعتين من المواطنين الأتراك.
وقالت مواقع إعلامية محلية أن الشاب "سلطان جبنة" البالغ من العمر 21 عاماً، قُتل إثر تدخله لفض شجار نشب بين مجموعتين من الشبان الأتراك في مدينة إسطنبول التركية.
فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر مقتل الشاب السوري مساء أمس، ويُظهر الفيديو تمدد الشاب سلطان على الأرض، بعد تلقيه طعنة بسكين أمام محله في منطقة تقسيم، أمام عشرات الأشخاص في المنطقة.
وبحسب مصادر محلية فإن جثمان الشاب نُقل صباح اليوم الثلاثاء، من مشفى "جيهان غير" في إسطنبول باتجاه سوريا، حيث سيتم تسليمه إلى عائلته في ريف إدلب، مشيرةً إلى أن الشاب متزوج منذ شهرين فقط، وهو الأكبر بين أفراد عائلته الذين يقيم جميعهم في حمص.
وتشهد مدينة إسطنبول التركية ازدياداً كبيراً في معدل الجرائم التي تستهدف اللاجئين السوريين على وجه الخصوص، حيث شهد الأسبوع الفائت، مقتل اللاجئ السوري "شريف خالد الأحمد" 21 عاماً، في منطقة باغجلر بمدينة إسطنبول، وذلك بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر في الرأس والقدم في هجوم وصف بالعنصري.
وبحسب مصادر إعلامية تركية، فإن الشرطة التركية شكلت فريقاً خاصاً للتحقيق وتعقب ثلاثة متهمين أتراك قتلوا الشاب السوري شريف الأحمد في باغجلار بإسطنبول بتأثير من الخطاب العنصري الذي تقوده بعض الأحزاب السياسية في تركيا.
ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية عن الشرطة أن الموضوع مسألة وقت، حيث يعمل الفريق على فحص جميع الكاميرات الموجودة في طريق الهروب لأجل القبض على المتهمين الثلاثة وهم "عزت . ي" و"يوسف أ."، و"ميرت ب. ع."
وأكدت الصحيفة أكثر من مرة أن الخطاب العنصري المعادي للأجانب الذي يقوده زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب الجيد أدى إلى تصعيد العنف العنصري تجاه اللاجئين السوريين والأجانب.
وبينت الصحيفة أن هذه الأحزاب تقوم بنشر معلومات مضللة عن السوريين المقيمين في تركيا كل يوم على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتنجح في استفزاز أتباعها ما يؤدي إلى تفاقم الأمور.
ويوم الأحد الفائت، اعتدى مجموعة من الأشخاص، على شاب تركي يعمل في مستودع لجمع الورق، في إسطنبول، ظناً منهم أنه لاجئ أجنبي.
وقالت صحيفة "جمهورييت" التركية إن مجموعة من المواطنين دهمت مستودعا للورق في حي أتاشهير بمدينة إسطنبول، واعتدت بالسكاكين على شاب تركي كان يعمل في المكان يدعى "جيان يشار" معتقدين أنه لاجئ أجنبي.
وذكرت الصحيفة أن المعتدين فروا من موقع الحادثة قبل وصول فرق الشرطة، في حين نقل الشاب الذي أصيب في ذراعه إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن حالته الصحية جيدة.
وفي كانون الأول الفائت قتل الشاب السوري نايف النايف، طعناً في مدينة إسطنبول، على يد عصابة مكونة من 8 أشخاص من الجنسيتين التركية والأفغانية. حيث ادعى أفراد العصابة بأنهم من الشرطة واقتحموا منزل الشاب بعد تكسير الأبواب، وطعنوا الشاب نايف في صدره، فقد على إثرها حياته.
وبحسب لقطات الفيديو الخاصة بالجريمة، ظهر أفراد العصابة الذين قاموا بالاعتداء على السكن الشبابي وأحدهم يرتدي بزة الحرس الخاصة، ويظهر القاتل ممسكاً بسكين بيده كان قد استخدمها في تنفيذ جريمته.
وشهدت الولايات التركية مؤخراً، تصاعداً في حدة التصرفات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في البلاد، إثر خطابات الكراهية المتتالية التي تبثها أحزاب المعارضة التركية، والتي تستهدف وجود اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، وسط صمت رسمي حكومي.
وسجلت الولايات التركية خلال الأشهر الفائتة، زيادة كبيرة في معدل الجرائم التي استهدفت اللاجئين السوريين، قُتل خلالها عدد من الشبان، في حوادث عنصرية، فيما طالت حوادث الاعتداء أيضاً محال ومتاجر السوريين في عدد من الولايات أبرزها أنقرة وإسطنبول.
وسبق وأن شهدت مدن كبرى في تركيا، أعمال شغب واعتداءات وحرق محال تجارية تعود ملكيتها إلى لاجئين سوريين، وذلك على خلفية حدوث إشكالات فردية بين شُبان أتراك وسوريين، وانتهت معظمها بحدوث جرائم قتل بين الطرفين، وكان آخرها في منطقة أسنيورت في إسطنبول قبل أيام.
وتُسهم أحزاب المعارضة التركية، في ازدياد حالات العنصرية في صفوف المواطنين الأتراك، وذلك بسبب تحريضهم المتواصل على التواجد السوري في تركيا، لتحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات المقبلة، فضلاً عن قيامها بنشر معلومات كاذبة تتعلق بأعداد السوريين، والمساعدات المُقدمة لهم من قبل الدولة التركية.
ووصل عدد اللاجئين السوريين المسجّلين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا، إلى 3 ملايين و 710 آلاف، بينما وصل عدد السوريين حاملي إقامات العمل والدراسة إلى مليون و 207 آلاف، وذلك وفق إحصائية صرّح بها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، منتصف أيلول الماضي.